أُنثى مِن الكبريتِ – تسنيم حومد سلطان
أُنثى مِن الكبريتِ تُشعلُ ظلَّها
كي تبصرَ المَعنى بعينِ الرَّجفةِ
فضَّلتُ منتهكَ الغَرام ولمْ أصل بالحبِّ أرضَ الرَّغبةِ..
ذاكَ القريبُ من التَّوجُّس شاعرٌ
لم يقترف بالحبِّ أيّة شهوةِ..
في صَدره لغةٌ تَسيل ووردةٌ
همست هشاشتها لتصلبَ قوَّتي..
أنا أوَّل امرأةٍ على قلقِ الغَواية
علّقت أنفاسها فِي الغرفةِ..
أنا لعْنةُ المعنى وسِرُّ خُروجِه
من جنَّةِ الإذعانِ نحو الفتنةِ
قطّعتُ شُريان القبيلةِ داخلي
وخرجتُ من رَحمِ الغيابِ بصرختي
لا بابَ لي ..
أنا بابُ نفسي
كلّما حاولتُ فهميَ، ضِعتُ داخلَ وجْهتي
جِعتُ التهامَ الكَونِ في نصٍّ فما
أشبعتُ نهمَ الحِبرِ رغمَ وليمتي
ماذا تَبقّى غَير أنثى مِن جوىً
رقصَتْ حفاةَ الرُّوحِ فوقَ الجمرةِ
ما عدتُ أنتظرُ الصَّباح،
هُويتي ليلٌ تكسَّرَ عند بابِ الشّرفَةِ
أسرجتُ خيلَ الرُّوحِ صَوْبَ مَهَالِكِي
ونفضتُ عن عيني غبارَ الغَفْوةِ
وحَرقتُ أوراقَ النَّجاةِ، فلم يَعُدْ في العُمرِ مُتَّسَعٌ لزيفِ الحكمةِ
لا يصعدُ الجبلَ المُقدّسَ خائفٌ
فالمجدُ يُولدُ من مخاضِ الجُرأةِ
دربُ الهوى جَمرٌ يذيبُ قلوبَنا
والنَّارُ أولُ خطوةٍ للنَّشْوةِ
لا تَحسبوا أنَّ الغَرامَ معمَّمٌ
إنَّ الغَرام فقط .. لأهلِ الصَّفوةِ..






